تعليم الطفل قيمة ذاته
تربية الابناء وبناء شخصيتهم هي الأساس الذي يستند عليه مستقبلهم، وهي واجب ومسؤولية الوالدين، حيث أن شخصية الطفل تتكون منذ نعومة أظافره، لذلك ينبغي تكوين شخصية الطفل بطريقة سليمة، مليئة بالحب والاحترام والتقدير له، لتكون قوية واعيه تحترم ذاتها وتحترم الأخرين تؤمن بأن الحب موجود بداخلها، وتعي أن قيمة الاحترام والتقدير تنبع من احترام الإنسان لذاته وتقديرها بالدرجة الأولى، لينمو بشكل متوازن سليم يملك القوه والقدرة على مواجهه التحديات والأزمات، وكلّ ما استطاع الوالدين تعزيز احترام الطفل لذاته ومعرفة قيمتها وحبها من خلال التعامل معه باحترام كلّما تعمّق في نفسه تقدير واحترام وحب الآخرين ورسخت لديه قيمة تقدير الذات ومعرفة قيمتها.
أهمية تقدير الذات للطفل
ولنا في رسول الله أسوة حسنه كان يعطي الأطفال قيمة وكان يجعلهم يعبرون عن أفكارهم ويرفع من همتهم ويحترم ذواتهم ومكانتهم ولا يتعامل معهم على أنهم أطفال بل كان يرى بهم المستقبل، وهذا ما نقوله اليوم “صِغارُ قومٍ، كِبارُ آخرين” ، على سبيل المثال روي قصة من السيرة النبوية عن تقدير الصغير وسط أشياخ بدر “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع أشياخ بدر كبار في السن، وكان عن يمينه صبي صغير، فأوتي النبي بشراب، فبعد أن شرب، كان من الطبيعي أن يعطي الكبار أولاً ولكن استأذن من الصغير أولاً فقال له: «أتأذن لي أن أناول الأشياخ؟ فكان الطفل مدركًا أن الشرب مكان النبي فضيلة كبيرة، فرد: « لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا، فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده»، أي أعطاه له، هكذا كان عليه الصلاة والسلام رحيماً بالصغار، يقدر قيمتهم ويرفعها، و لا يتجاهلهم .
فأهم قيمة شخصية للطفل هي أن يشعر بقيمة نفسه و يقدر ذاته و يتعامل مع نفسه على أنه مميز وفريد، فالطفل الذي يملك شعور ايجابي نحو ذاته ويشعر أن لذاته قيمة وأهمية من المحيطين به وخاصة والديه، يكون شخص ايجابي ومغامر وفعّال ومنتج في مراحل عمره القادمة ويشعر بالفخر والسعادة في حياته ويكون صاحب شخصية قوية ، لا يشوبها القلق واليأس، مقارنة بغيره من الأطفال الذين سُلب منهم معطف العطف وأهمية الذات من باب المنزل، فمعاناة الطفل تبدأ عندما لا يدرك قيمة ذاته فيلجئا لإثباتها بطرق سلبية.
كيف يتعلم الطفل قيمة ذاته
وأعظم ما يقدمة الوالدين لأبنائهم هو ما يعينهم على حب ذاتهم وتقديرها ومعرفة قيمتها وذلك عن طريق العديد من الأساليب والتي تبدأ:
– بالاحترام: فعندما يشعر الطفل بانه محترم ومقدر ولكلمته قيمه بين والديه سيكون واثقاً من نفسه يعرف قيمتها لا يسمح لمن هم خارج حدود منزله ان يشعروه بالدونيه أو أن يمارسو عليه أي عنف نفسي أو جسدي.
– الابتعاد عن العنف في تربية الطفل: فالطفل الذي يتعرض للتعنيف أو الإساءة من والديه لا يتوقف عن محبتهم، بل عن محبة ذاته وتقديرها ويفقد إحساس بأن له أي قيمة أو استحقاق، كذلك في مراحل عمره المتقدمة إذا أحبه أحدهم بطريقة سليمة وصادقة، لا يتقبل ذلك ليس تشكيكًا بالآخرين و لكن تشكيكًا بنفسه وقيمتها.
– الحب غير المشروط للطفل و إبداء مشاعر الحب له بإحتضانه وتقبيله، دون وجود سبب .
– مدح الطفل عند قيامة بأمور جيدة ولكن دون مبالغة، وعدم نهره أو إهانته عند قيامة بأمور خاطئه بل اسمح له أن يخطيء ويتعلم من أخطائه.
– عدم ربط قيمة الطفل بأي أمر، سواء دراسته أو موهبته أو شكله أو غيرها من الأمور ، لا يجب أن يتعلم الطفل أن قيمته في الحياة مرتبطه بما يقدمه أو بما هو عليه، لا تجعلوا أطفالكم في نفق خيارات ضيقة بالحياة.
– التوقف عن إطلاق الصفات السيئة على الطفل مثل: غبي أو فاشل أو مزعج فتكرارها يؤدي إلى اقتناع الطفل بها.
– الابتعاد عن مقارنة الطفل بالآخرين لأنها ستقلل من قيمة نفسه في المستقبل فيسعى لرضا الآخرين وعن تقييمهم وعن تقبلهم له ، لأنه لا يرى نفسه شيء إلا بهم.
– الاعتناء بصحة الطفل وتشجيعه على اتباع أسلوب حياة صحي والعناية بأنفسهم.
– تدريب الطفل على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية من أجل أن يكتسب تقديراً لذاته وثقة بإمكانياتها، يجب تدريبه على الاعتماد على النفس وتحمل مسؤوليتها في الأمور المستطاعه كارتداء الملابس وتناول الطعام وترتيب الالعاب، وغرفة نومه.
هكذا تتغذى عقول الأطفال على معرفة قيمة ذواتهم وحبها فقيمة الانسان منبعها داخلي من ذاته وليس من الآخرين، ومصدرها الأول أسرته، فالطفل الذي لديه قيمة عالية عن ذاته، يستطيع أن يتجاوز الكثير من المشكلات والضغوط لأنه يملك أساساً قوياً صنعه له والداه.
والاهم ان يعرف الأطفال انهم خلقوا بحب وأن الحب موجوداً بداخلهم فيتربى الطفل على حب ذاته و يقدم كل مايسعدها ويرى جمال خلق الله في نفسه ويشكره حباً ويتحدث عن مشاعره ويخبر من يحبه بحبه فيزداد تقديراً لذاته.
استمع هنا لكيف نُنمي تقدير الذات لدى الطفل