إن الذكاء الإنساني ليس مرهوناً بقدراته العقليه والعلمية بقدر ارتباطه بالمشاعر وفهمها، فالأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي يُمكنهم من فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، وهم الأكثر قدرة على التعامل بكفاءة مع مثيرات البيئة ومشكلات الحياة، وغالباً مانجد أن .الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي هم الأكثر نجاحاً في مجالات الحياة الأخرى وذلك نتيجة لقدرتهم على التعامل مع الآخرين وفقاً للجانب العاطفي لهم
ويتمثل الذكاء العاطفي في:
.قدرة الإنسان على المعرفة والقراءة الدقيقة لمشاعره وعواطفه وانفعالاته ومن ثم ضبطها وإدارتها بما يحفزه ويخدمه في حياته الشخصية والعملية
.والقدرة على التعبير الدقيق عن العواطف، والقدرة على التعبير عن الحاجات المرافقة لهذه العواطف
. “وقد كان النبي قدوةً للمؤمنين في التعبير عن مشاعره، فهذا عمرو بن العاص يسأله: أي الناس أحب إليك؟ فلا يتردد النبي عليه افضل الصلاة والسلام في إعلان عاطفته صريحة، ولم ينكر على الصحابي سؤاله عن مشاعره، فيقول: “عائشة
:أهمية الذكاء العاطفي للطفل وعواقب إهماله
لذلك يعد امتلاك الفرد لمهارات الذكاء العاطفي، أمر مهم جداً وخاصة في وقتنا الراهن لان ذلك يجعله قادراً على امتلاك أدوات النجاح الاجتماعي والأكاديمي والمهني، فهو يعين على النجاح وتحقيق المكاسب والإنجازات، على سبيل المثال: أنَّ فرص حصول .الفرد على وظيفة عن طريق غريب جمعته به الصدفه و معرفة بسيطة أضعاف فرص حصوله على وظيفة يحكمها المؤهل الأكاديمي
ومن أكبر الأخطاء التي يقع بها المُربين اليوم التركيز على الذكاء المعرفي والاكاديمي وإهمال الذكاء العاطفي لأطفالهم، مما يؤدي إلى تدني الثقه بالنفس ، وانخفاض الذكاء الاجتماعي وضعف بالشخصية واثارة المشاكل والخوف والغضب والعدوانية و العناد . واللامبالاة وقلة الرادع الضميري والديني لدى هذا الطفل في طفولته وبقية مراحل حياته
فحاجة الطفل للذكاء العاطفي حاجة مُلحة، تماماً كما هيا للبالغين، حتى يستطيع استقبال المشاعر بكافة أشكالها ويعلم كيف يتعامل معها، بالإضافة إلى معرفة المشاعر المفترض رفضها، فإدارة العواطف والتحكم بها، ينبني عليها الوعي بالذات والتعامل مع المشاعر لتكـون ملائمة مع المواقف، عن طريق القدرة على تهدئة النفس، والتخلص من القلق، وسرعة الاستثارة، وفهم مطالب الحياة ومهامها وضغوطها فضلاً عن إن الذكاء العاطفي يعد مفتاح النجاح في الحياة موازنة بالذكاء الأكاديمي الذي هو مفتاح النجاح في الحياة . الأكاديمية والدراسية ، بناء على ذلك الطفل الذي يفتقر إلى هذه المقدرة، يظل في عراك مستمر مع مشاعره بينما الذي يتمتع بهـا فهو ينهض من كبـوات الحياة وتقلباتها بسرعة أكبر
:الركائز الأساسية لتنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل
الذكاء العاطفي لا ينمو من فراغ بل هو وليد البيئة الاجتماعية التي يتربى بها الطفل وهو نِتاج العديد من الخطوات الفعالة مثل:
استمع لطفلك واجعل له مساحة كافيه للتعبير عن مشاعره وانتهج المبدأ الذي يقوم على طرح السؤال مثل: لماذا تبكي؟ مالذي يجعلك سعيدا؟ لماذا أنت حزين؟
المحافظة على الجو الأسري المنسجم فبقدر ماتسود علاقات الانسجام أوالتنافر بين الأبوين من جهة وبينهم وبين الأبناء من جهة أخرى؛ بقدر ماتتوافر إمكانات النمو العاطفي للطفل في اتجاهات الكراهية وما إليها من عواطف منافية أو في اتجاهات الحب والتعاطف وما إليها من عواطف ملائمة.
تشجيع الطفل على القراءة لِما لها من انعكاس كبير على مشاعر الطفل ففهم العلاقة بين الأحرف وربطها وتخزين مفاهيم مجردة من أهم المهارات التي تساعد على فهم العلاقات بين الأشياء
فهي تكسبه مفردات كثيرة لوصف مشاعره وتنمي مشاعر التعاطف لديه وتنظم الاستجابات العاطفية عنده، كما تكسبه ديناميكية في التعامل مع الآخر.
تعليم الطفل التفاعل والانخراط في المجتمع ومع أقرانه، كأن يتم تسجيله في الأندية الرياضية او بالأنشطة المختلفة.
تجنب التعنيف اللفظي والجسدي للطفل فالأطفال الذين عانوا من العنف في مرحلة الطفولة المبكرة او إهمال عائلي ومجتمعي، لاينمو لديهم الذكاء العاطفي بشكل كامل.
شرح العواطف والاحاسيس البشرية المختلفة للطفل حتى يعي بأنها مقبولة وجزء منا، بالإضافة إلى بيان المشاعر الذي يجب الحد منها كالكره والخوف
نشاط مرآة المشاعر فمنها يتعرف على أنواع المشاعر وكيف يعبر عنها.
في النهاية وقبل كل شيء على الوالدين تنمية الذكاء العاطفي الخاص بهم أولاً؛ حتى يتمكنوا من تربية طفل ذكي عاطفياً وبناء جيل مثقف واعي ومتزن عاطفياً قادر على سد احتياجاته النفسيه، يدير علاقاته بالعقل وليس بالقلب، فالمصاعب البشرية تأتي من سوء الفهم للحياة و إنعدام الذكاء العاطفي في العلاقات.
يوفر متجر بنُون بطاقات تطوير التعبير عن المشاعر للطفل باللغتين العربية والانجليزية. اطلع عليها هُنا.
:شاهد
كيف نطور الذكاء العاطفي لدى الاطفال
التعبير المشاعر والأحاسيس للأطفال