تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل
تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل
من المتفق علية أن أهم مراحل الفرد التي يمر بها هي مرحلة الطفولة، ففيها تتشكل شخصيته وأطباعه واتجاهاته، لذلك يجب تنمية أهم المهارات في هذه المرحلة وخاصةً التي تلعب دوراً كبيراً في حياته المستقبلية، ومن أهمها الذكاء الاجتماعي الذي يسهم في نجاح الفرد في حياته و تفاعله مع البيئة بنجاح، لذا فإكتساب الطفل للمهارات الاجتماعية يعد أمراً هاماً لنموه الاجتماعي و لإدراك مقاصد ودوافع ومشاعر الأخرين وحتى لا يكون عاجزاً اجتماعياً
الطبيعة الانسانية
الانسان بطبعه كائن اجتماعي لا يمكنه الانعزال عن الأخرين، لأنه خُلق ليعيش مع جماعات وحاجته للتواصل فطرية، فمنذ أن خُلِق سيدنا آدم خلقَ الله سبحانه وتعالى معه أمنا حواء ، وهذا هو الأمر الطبيعي للانسان؛ الرغبة في وجود من يشاركه الحياة والعيش في حالة من التأقلم والترابط والمحبه، لأن الوحدة والعزلة داء ينهك النفس و الجسد
ولقد أصبحنا في زمن تلعب فيه العلاقات الاجتماعية دوراً كبيراً في تطورنا الروحاني والمادي، علاوة على ذلك أصبح الذكاء الاجتماعي للطفل وللجميع أهم من الذكاء العلمي، فلا فائدة للعلم دون القدرة على مواجهة المجتمع والتعامل معه
صفات الطفل الذكي اجتماعياً:
الذكاء الاجتماعي هو قدرة الطفل على تقوية علاقاته الاجتماعية منذ طفولته والانخراط مع الأفراد والتعامل مع المجتمع. الذكاء الاجتماعي هو الذي يُمكن الطفل من إدارة حياته وفهم المواقف التي يتعرض لها والتعامل معها بطريقة سليمة ناتجة عن خبراته وتجاربه، وحسن التصرف وإيجاد الرد المناسب والتصرف السليم وإدارة العلاقات الاجتماعية بشكل جيد وتقبل الآخرين ومعاملتهم بشكل عقلاني
حيث يمكن تمييز الطفل الذكي اجتماعياً عن غيره، لتميزه بعدة صفات مثل:
. طريقة حديثه مع الآخرين ولباقته في اختيار الالفاظ المناسبة للحديث. كذلك يكون لدى الطفل العديد من الأصدقاء، و حب المشاركة والتعاون مع الأخرين والرغبة في العطاء. كما يستطيع الطفل الذكي اجتماعياً تقديم نفسه وطرحها بصورة جيدة للآخرين حتى يكسب محبتهم واعجابهم
الأساليب الفعالة لتنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل:
:ولتنمية الذكاء الاجتماعي لدى الطفل هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها مثل
١. ألعاب المشاعر فالطفل الذي يُعبر عن مشاعره قادر على ضبطها والتحكم بها وفهم مشاعر الأخرين
٢. اتخاذ القدوة لأن الطفل بطبعه يتعلم من والديه لذلك يجب ضبط الانفعالات والغضب أمام الطفل و الانتباه لطريقة الحوار مع الأخرين وكيفية التعامل معهم
٣. أيضاً من الأساليب الفعالة لتنمية مهارات الذكاء الاجتماعي لدى الطفل أسلوب الحوار والذي يشترط فيه التحدث معه كشخص بالغ والانصات له وتقبل وجهة نظره
٤. كذلك من اكثر الطرق فعالية وأهمها وأكثرها تأثيراً على ذكاء الطفل الاجتماعي هي إشراك الطفل في النشاطات والألعاب التعاونية مثل: التمثيل والدراما، وزيارة مؤسسات رعاية الأطفال وإشراكه في الأعمال التطوعية لأن التعاطف والشعور بالآخرين أهم مفاتيح الذكاء الاجتماعي
٥. كذلك أنشطة العصف الذهني على سبيل المثال: عند حدوث موقف أمام الطفل نتحاور معه حول سبب التصرف في هذا الموقف ومعرفة ردة فعله إذا كان في نفس الموقف، وهذه الأساليب البسيطة تعتمد في تطبيقها على الوالدين أولاً فالذكاء الاجتماعي صفة مكتسبة تنتج من طريقة التربية ومدى الاهتمام بالطفل فهي لا تورث بل تأتى من تجارب الحياة والمواقف التي يمر بها
خلاصة:
وتعود أهمية الذكاء الاجتماعي أولاً وأخيراً للتمكن من تكوين العلاقات الاجتماعية الناجحة الأمر الذي سينعكس على حاضر الطفل فيكون محبوباً وسعيد يثق بذاته ويشعر بقيمتها عند الآخرين مما يؤدي إلى توازنه النفسي والعاطفي والاجتماعي، وهكذا يكون الذكاء الاجتماعي عوناً له في المستقبل سواءً في العمل أو العائلة أو الصداقات وجميع العلاقات المختلفة
والعلاقات الاجتماعية مهمة جداً للتطور ونقل الفرد من مكان لأخر لأنها تعطيه الكثير من الفرص. لذلك نجد الكثير اليوم يحصلون على وظائف مرموقة غالباً عن طريق علاقاتهم الاجتماعية لا غير فمن الصعب أن يصبح الانسان تاجراً أو أيٍ كان بلا علاقات أو يصل إلى مرتبة وظيفية عالية وهو وحيد ولو اعتكف على الكتب دهرًا
في النهاية يجب تشجيع الأطفال على تكوين العلاقات وتنمية ذكائهم الاجتماعي ليكون لديهم طاقه نافعه ومجتمع خاص بهم مليء بالعلاقات الصحيّه السليمه بحب مُتبادل وتقدير وإحترام. فبالعلاقات الاجتماعية يؤثر ويُلهم ويقود
إليك بعض ألعاب المشاعر الخاصة بالأطفال:
للمزيد من الفائدة شاهد المقطع التالي:
خولة سلامة– صحفية مهتمة بقضايا الطفولة المبكرة