كيف نقوي مناعة أطفالنا ضد التنمر؟
يُعد التنمر شكل من أشكال العنف النفسي والمعنوي، وسلوك تدميري للذات وللآخرين، يمارسه البعض دون وعي بخطورته ودون معرفة عواقبه وحرمته. فالله جل وعلا يقول:(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم) (الحجرات:١١)، وهذه الظاهرة تنتشر في مجتمعاتنا بشكل كبير، ويُعاني منها صغيرنا وكبيرنا، لا يُمارسها إلا أشخاص يعانون من نقص الفكر وبعض المشاكل النفسية أو بسبب تعرضهم للأمر ذاته من قبل آخرين
مخاطر التنمر
يؤدي التنمر بما يحمله من عدوان تجاه الأخرين سواءً كان بصورة جسدية أو لفظية أو نفسية أو اجتماعية أو إلكترونية أثار ومشاكل لا يُمكن حصرها على المدى القصير والطويل. آثاره على الفرد ليست وقتية أو سطحية، وإنما كبيرة وعميقة وقد تستمر لجميع مراحل حياته إذا لم تعالج، فالتنمر يؤدي إلى الاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق وقد يلجأ الفرد للسلوك العدواني نتيجة للتنمر، فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف، وقد يصل الأمر به الى الضعف واليأس إلى درجة الانتحار، على سبيل المثال: وائل سعود طفل سوري (٩ سنوات) يتعرض للعنصرية المقيتة وللإقصاء والإيذاء في مدرسته كل يوم كونه سورياّ في بلد غير بلده الأصل؛ لينتهي به المطاف منتحراً على باب مقبرة في الولاية التي يعيش فيها بتركيا
تأثير التنمر على الأطفال
يتعرض الكثير من الأطفال أمثال وائل لهذا الأمر، سواءً فالمدرسة أو المنزل أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدث التنمر بأشكال متعددة وبمستويات مختلفة في شدة الإيذاء فهي تشتمل على التنمر الجسدي مثل الايذاء والدفع والضرب أوتنمر لفظي مثل إطلاق الأسماء والسخرية أوالتنمر غير المباشر مثل التجاهل أو جلب أشخاص لإيذاء الطفل، ويكون تأثير التنمُر على الأطفال بصورة أكبر، وذلك بسبب ضعفهم وعدم وعيهم الكافي وحساسيتهم في هذه المرحلة حيث يؤدي التنمر إلى التالي:
الإحباط، والعجز، والضعف والاكتئاب والانطوائية
فقدان الثقة بالنفس
ضعف التركيز الشخصي وانخفاض الإنتاجية
فقدان الشهية
عدم القدرة على السيطرة على الغضب
القلق والتوتر المستمر
رفض الذهاب إلى المدرسة
انخفاض المستوى الدراسي
الانتحار
وسائل تقوية مناعة الطفل ضد التنمر
لا يمكن التصدي لهذه الظاهرة أو إيقافها فهي موجودة منذ بداية الخلق عندما قتل قابيل أخاه هابيل وحتى اليوم، ولم يخلو عصر من العصور منها وخاصة عصرنا الحالي بسبب ازدياد الوسائل المُساعدة على استمرار التنمر وانتشاره، ولكن يُمكن التخفيف من حدتها وخلق المناعة ضدها لدى أطفالنا وحمايتهم مِنها وإن أول خطوات هذا الأمر تبدأ بالتالي:
تعليم الطفل أن البشر مُختلفين وأن ما يراه الآخرين لدينا من اختلاف هو هبة من الله، لا يُمكن أن يُقلل من شأنها أيٍ كان
إقناع الطفل أن الشخص المُتنمِر يُعاني من مشاكل خفية جعلت منه هذا الشخص
إخبار الطفل أنك تحبه بلا شروط ومهما كان شكله وتصرفاته وضعفه وقوته
تقوية ثقته بنفسه ومحاولة اكتشاف نقاط ضعفه وتقويتها
استخدام اسلوب الحوار مع الطفل وتعويده أن يخبرك بكل ما يحصل معه، واستمع له دون أن تلُمه على ما يحصل
تقوية ذكاء الطفل العاطفي حتى يكون قادراً على التعامل مع الآخرين بمختلف شخصياتهم وكذلك معرفة إدارة الذات وإدارة المشاعر ومنها الغضب في حال تعرض لمواقف مزعجة
كن قدوة له فلا تسمح لأحد بالتنمر عليك، وتصرف بشكل طبيعي إن تعرضت للتنمر من قبل أحدهم، تماماً كما تريد منه أن يتصرف هو إن تنمر أحدهم عليه
شرح التنمر للطفل في سن مبكر وخاصة قبل دخوله الروضة أو المدرسة
:استخدام بعض العبارات مع الطفل المتنمر عليه مثل
رأيك يعجبني
فكرتك رائعة
أحتاج مساعدتك
أنت قائد بارع
أثق في تصرفك
أحب طريقة حديثك
اخيرًا
.لابد من إبعاد الطفل بقدر الإمكان عن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كونها أكثر الأماكن التي ينتشر فيها التنمر وهكذا يكون الطفل قوياً قادراً على مواجهة التنمر وعدم التأثر منه فالمُتنمِر لا يحاول الا اصطياد الضحايا الأضعف منه.
للاستماع عن تقنيات الدفاع عن النفس ضد التنمر
للمشاهدة كيف اساعد ابني لمواجهة التنمر
خولة سلامة– صحفية مهتمة بقضايا الطفولة المبكرة