ماذا يستحق طفلك؟
مرحلة الطفولة
تعد مرحلة الطفولة، الفاصل الأول في حياة الإنسان، فيها يتحدد مستقبله ومنها يتشكل الطفل من جميع الجوانب الجسدية والنفسية، وكلما كانت مرحلة الطفولة سوية، شهِدت المجتمعات تقدماً ونهضة عبر الأجيال
الأطفال هم أغلى ممتلكاتنا، وبهجة بيوتنا ودفئها، وهبه من الرحمن، فعندما يأتي الطفل إلى هذا العالم يدخل في أمانة والديه ومسؤولياتهم وأول أولوياتهم، لذلك كل مايتم تقديمه وتعليمه في هذه المرحلة هو من ضمن استحقاقات الطفل وواجبات والديه تجاهه وليس تفضلاً ولا تكرماً منهم
الغذاء والتعليم
أول مايتبادر في أذهاننا ان التعليم والغذاء واللباس والترفيه وتوفير العيش الكريم له هو اول حقوق الطفل، وهذا النمط السائد والفكرة الرائجة عند الكثير من الأباء والأمهات، ولكن حقيقة الأمر مختلفة فجميع ما سبق تُعد استحقاقات مؤكدة للطفل. لا يمكن رؤية أثرها وثمارها على الطفل دون تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي له من قِبل اسرته
فالاستقرار النفسي والعاطفي يُعزز مناعة الطفل وينمي ذكائه العقلي والوجداني، ويخفف من حدة ظروف الحياة التي قد يعانيها البعض، لذلك نجد بعض الأطفال من الأسر ميسورة الحال يعيشون في سعادة عارمة و قناعة تامة واستقرار عميق، رغم عدم توفير جميع متطلبات الحياة لهم، ولكنهم يجدون الأمان والمعاملة اللينة دون إفراط ووالدين متحابين ( فعلاقة الوالدين ببعضهم تشكل الجزء الأكبر من استقرار الطفل النفسي)، كما يحصل هؤلاء الأطفال على الأحضان بشكل يومي و التفُهم والحوار من قِبل اسرتهم، وقد نجد البعض الأخر من الأطفال حاصلين على جميع متطلبات الحياة ولكنهم يفتقدون الأمان والاستقرار النفسي والعاطفي، مما يؤدي إلى أثار كارثية على سلوكياتهم وأفكارهم ومستقبلهم فلا فائدة من توفير كل ما يطلبه طفلك إن لم تحقق له استقرار نفسي وعاطفي، فالأطفال مخلوقات تنمو بالمحبة وليس بالطعام والشراب واللعب وحسب
الاستقرار النفسي والعاطفي
فإذا توفر الاستقرار النفسي والعاطفي جاءت الاستحقاقات الأخرى للطفل وأهمها التعليم، فهو حجر الأساس لمستقبل الطفل، لذلك يستحق الطفل ان يستثمر والديه في تعليمه أفضل استثمار، فإذا أردنا جيلاً بارعاً ومستقبلاً واعداً للأمة بدأنا بأطفالنا، والتعليم لا يقتصر على المدرسة، بل يشمل اتاحة فُرص الفنون والمهارات والمعلومات المتنوعة والأخلاق وغيرها الكثير، ليكتشف الطفل العالم من حوله وتتسع دائرة تجاربه المتعددة والنافعة
الاستحقاقات الأخرى
وتأتي استحقاقات الطفل الأخرى بعد التعليم، من طعام صحي يحافظ على سلامة جسده وعقله فدائماً ما نسمع العقل السليم فالجسم السليم، ولباس مناسب لعمره ومكانه، وترفيه آمن له، لا تدخل فيه الأجهزة والوسائل التي قد تكون سبب في حدوث خلل في نموه السليم سواءً العقلي أو الجسدي، وجميع هذه الاستحقاقات يجب أن تكون دون الضغط على ميزانية الأسرة، بل بما يتناسب معها
وأخيراً يمكننا القول إن أطفالنا يستحقون الأفضل من كل شيء، لذلك لا تعطي ابنك طعاماً بل حباً، لا تعطي ابنك جهازاً بل كتاباً، لا تعطي ابنك حلوى بل حضناً، لا تعطي ابنك لباساً بل علماً، هكذا تبنى .الطفولة السليمة وهذا ما يستحقه الطفل، فإذا اردت السعادة له قدم ما يفيده على ما يسعده، وقدم استقراره النفسي على ما يحتاجه
خولة سلامة– صحفية مهتمة بقضايا الطفولة المبكرة